لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
70955 مشاهدة print word pdf
line-top
سبب كتابة شيخ الإسلام ابن تيمية للوصية الكبرى

...............................................................................


كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كثيرا ما يتعاهد تلامذته بالنصائح، وبالوصايا من كتابات أو تذكير أو إرشادات أو نحوها.
ولما كان في مصر إنه ذهب إلى مصر في سنة سبعمائة وخمس، وبقي إلى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، في هذه المدة التقى بهؤلاء التلاميذ الذين هم أتباع عدي بن مسافر وخاف عليهم من أن يركنوا إلى المبتدعة وإلى المتصوفة، وأن يقع فيهم الغلو في إمامهم عدي كما وقع الغلو في غيره من الصوفية؛ فكتب إليهم هذه الوصية وضمنها ملخص العقيدة، ولو كان قد بسط فيها بعض الأدلة، ولكنه أوضح الأدلة التي بسطها بما ذكره من الآيات والأحاديث، وذكر العقيدة مجملة، يعني نوع إجمال، وإن كان فيها شيء من التفصيل بالنسبة إلى غيرها من العقائد.
فالحاصل أن هذه الوصية التي سميت بالوصية الكبرى أنها من جملة نصائحه التي كتبها لبعض من أشفق عليهم من الانحراف ومن الغلو، وقد وقع الغلو في كثير من هؤلاء المتبوعين، ولا يزال إلى الآن المتصوفة يبالغون ويغلون في كثيرمن ساداتهم، ويصرون على ذلك السيد الذي غلوا فيه، مثل: التيجانية فإنهم غلوا في سيدهم الذي يقال له التيجاني والنقشبندية غلوا أيضا في متبوع لهم يقال له النقشبندي والرفاعية غلوا في الرفاعي وكذلك القادرية أو الجيلانية غلوا في الجيلاني عبد القادر ورفعوه إلى أن جعلوه إلها، أو متصرفا في الكون؛ فخشي على هؤلاء -الذين هم تلامذة وأتباع لهذا العالم الذي هو عدي بن مسافر وبين ما يجب أن يكونوا عليه، يعني: الواجب عليكم -وأنتم تفتخرون بأنكم أتباعه- أن ترجعوا إلى الأصلين، والدليلين الثابتين وهما الكتاب والسنة.
وأكد في الاستدلال بالكتاب والسنة، وذكر عقيدة السلف، وأنها متوسطة بين طرفين بين طرفي إفراط وتفريط، وبين طرفي غلو وتقصير، وخير الأمور أوساطها.
ثم ذكر في هذه الوصية كما ذكر أيضا في العقيدة الواسطية: أن أهل السنة وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة وسط في الأمم قبلها لا غلو ولا جفاء، فإذا توسطوا وعرفوا ما هم مخاطبون به، وما هم مأمرون به، واتبعوا الدليل فهم على سبيل النجاة.
هذا هو مضمون هذه الوصية التي تعرض فيها لبعض الأسماء والصفات، وتعرض فيها للقرآن وما قيل فيه، وللبعث والنشور والجزاء على الأعمال، واليوم الآخر وما يلزم الإيمان به، وللقضاء والقدر، ولأسماء الإيمان والدين، وما أشبه ذلك مما تعرض له، ومما مر بنا بعضه، وسوف يأتينا -إن شاء الله- ما يتعلق بباقيه. نستمع الآن إلى كلام شيخ الإسلام.

line-bottom